من الثمار السريعة للثورة التونسية، أنها قد أعادت للتونسيات وللتونسيين روح المبادرة، وأتاحت لهم فرص التعبير والانتظام، وفتحت لهم آفاقا واعدة للمستقبل الجميل، فتنادوا، وتسارعوا إلى تشكيل الأحزاب والجمعيات، وبعث المراكز العلمية، وإطلاق المشاريع الإعلامية، وهو ما أشاع في أرجاء البلاد التونسية حراكا غير مألوف، وإقبالا على الحياة غير مسبوق، وتحفزا لتكريس مبادئ الثورة في الحرية والكرامة والرفاه.
وإذا كانت صدورنا قد ثلجت، وقلوبنا قد بهجت لعودة الروح إلى أجساد بني وطننا، ولحيويتهم وفاعليتهم من أجل الأخذ بأسباب السعادة، فإن صدورنا قد ثلجت أكثر، وقلوبنا قد بهجت أكثر، ونحن نواكب حالة مخاض، ثم حالة ميلاد لجنين إعلامي فريد آختير له من الأسماء "العين العربية"، وأخذ يشق طريقه بأمل فياض وتفاؤل جيّاش.
"العين العربية" ـ هذا المولود الجديد ـ هي صحيفة الكترونية عربية تمثلت فرادتها في كونها مشروعا شبابيا طموحا، تقف وراءه ثلة من شباب الثورات العربية وفي صدارتها الثورتين التونسية والمصرية.
وفي كونها مشروعا عربيا واعدا يربأ بنفسه عن النزعة القطرية الضيقة، ويعمل على إشاعة الوعي الوطني والقومي لدى المواطن العربي أينما كان، للنهوض بواقعه، والذود عن حقوقه المقدسة في الحرية والكرامة والتنمية والاستقلال، وتحصين أقطاره العربية من الاختراق الصهيوني، ودعم المقاومة في فلسطين والعراق من أجل تحرير أراضيه العربية المحتلة.
"العين العربية" هذا المشروع النوعي يستبطن وفق ما هو مقرر في أهدافه العامة نزعة إلى رسم ملامح غد مشرق للوطن العربي الكبير، وطموحا كبيرا للمرور من طور الثورة على اشكال الاستبداد والاستعباد إلى طور الثورة على الحدود العربية المصطنعة، وتصفية أوكار الاستعمار بأشكاله المختلفة.