طريقة الدخول

بحث

تصويتنا

تقييمك لمحتوى صحيفتنا
مجموع الردود: 5

دردشة-مصغرة

200

إحصائية


المتواجدون الآن: 1
زوار: 1
مستخدمين: 0

بحث





السبت, 20.04.2024, 9:14 AM
أهلاً بك ضيف | RSS
الرئيسية | التسجيل | دخول
المقالات


الرئيسية » مقالات » مقالات هيئة التحرير

متى تشيّع الأغنية العربية جثمانها ؟

بين أغنية  " يا فؤادي " لكوكب الشرق أمّ كلثوم وأغنية " بحبّك يا حمار " لسعد الصغيّر سنوات ضوئيّة عديدة ودروب عنيدة ، تكشف هذه المسافة عن انحدار الفنّ العربي إلى أسفل درجات الهبوط والابتذال باسم مواكبة العصر ، وتحت عنوان " الجمهور عايز كده " ، فبالأمس القريب كان للفنّ

رسالة ودور، وتربّت بفضله الذائقة على نمط من الغناء اتّسم بالجودة في مستوى اللحن والكلمة والأداء ، وعاشت الأذن فترات جميلة مع أمّ كلثوم ومحمد عبد الوهّاب وصباح فخري ووديع الصافي وصباح ونجاة الصغيرة ومرسيل خليفة وفيروز ، وكانت بفضل هذه الأعمال الخالدة تعيش في عالم سحريّ أعمدته كلمة رقيقة ، ولحن جميل ، وصوت شجيّ ،  ومع تطوّر العصر، وغزو الصورة لتفاصيل ثقافتنا ، انقلبت بذلك المفاهيم لتختزل العمل في مفهوم البصريّات القائمة على معادلات ثلاث نلخّصها في ( العراء – الإغراء – الصخب ) ، وعوّض الإبهار أسس العمل  الناجح التي لخّصناها آنفا في ثلاث ركائز لا رابع لها ( الكلمة – اللحن – الصوت ) ، وقد فتحت الصورة باب الفنّ على مصراعيه لمن هبّ ودبّ ، بعدما أصبحت تخاطب العين عوض الأذن ، وتدغدغ الرغبة عوض العاطفة ، فخرجت علينا أغان كثيرة ما أنزل الله بها من سلطان من جنس " رجب حوش صاحبك عنّي " وأخرى تغنّت بالثمار مثل البرتقال والرمان ، فأضحت هذه الأغاني التافهة كما الطاعون الذي حلّ بمفاصل الجمال ، وجانب الذوق السليم ، ليفسح المجال " لأيّ كلام " فعوّضت بيوت الاستحمام آهات أمّ كلثوم ومواويل صباح فخري ، وأصبحت غرف النوم بديلا عن معزوفات الرحابنة ...  عجبا لعصر يحتفي بأغنية تصوّر في إسطبل أو أخرى تقول " أخصمك آه ... أسيبك لا " ، في حين ما يزال صوت نجاة الصغيرة ورجع صداه في آذاننا  " حتى الفساتين التي أهملتها ...  فرحت به ... رقصت على قدميه " ، ولم تشذّ الساحة الفنيّة التونسيّة التي أنجبت لطفي بوشناق وصابر الرباعي ولطيفة العرفاوي وصوفية صادق وذكرى محمّد وأمينة فاخت عن القاعدة ، فخرجت علينا أعمال كثيرة لا تدخل في خانة الفنّ بأيّ حال من الأحوال ، من قبيل أغنية " زنقة زنقة " للهادي التونسي والتي تقول كلماتها " زنقة زنقة... بيت بيت ...وأنا نلوّج راني عيييت ... على حبيبي نور العين ..." وهي مقتبسة من إحدى خطابات معمّر القذافي الأخيرة ،  وأغنية " مثلا " لمحمد الجبالي ونصّ كلماتها " لوصدفة قابلتك مثلا ... وحكينا وعجبتك مثلا ... خفنا من الحساد مثلا ... حدّدنا ميعاد مثلا ... شربنا قهيوة  مثلا ..." وأغنية نبيهة كراولي  " قولّي واش عاجبة فيها  " في حين تزخر الساحة التونسية كما الساحة العربيّة بالنصوص الرقيقة والملحنين الأكفّاء القادرين على الإضافة ، وإنتاج الأعمال المتميّزة ، ولكن وهم العصر والعصرنة ، والإيمان بما يسمّى بعصر السرعة وما يقتضيه من اعتماد لإيقاع خفيف يتماشى مع نفسيّة المتقبّل العربي جعل ما يسمّى تفاؤلا " أغنية عربيّة " مساحة تؤسّس للفراغ على مستوى الكلمات ، وفضاء بصريّا لانتهاك صورة المرأة وتشكيك في جوهرها ككائن له مقوّماته الفكريّة والإنسانيّة ، فروبي وبوسي ونجلاء وهيفاء ومشتقاتهنّ لو حذفن من ألبوماتهن مشاهد العراء والإثارة فهل يمكن أن نتحدّث عن فنّ كحديثنا عن أعمال وردة الجزائرية  وماجدة الرومي وميّادة الحنّاوي وجورج وسوف .

إنّ الساحة الفنيّة العربيّة اليوم تشكو من اختلاط الحابل بالنابل ، كما غطّت ثقافة الصورة بإغراءاتها وتقنياتها على ثقافة الكلمة واللحن والصوت ، وشيّعت الأذن في عصر الصخب والميوعة  الفنّ الجميل ، فهل من شروط الانخراط حسب "فنّاني " هذا الزمان في مقولات الحداثة يكون من باب التعرّي من الحياء والفنّ ، وهل يمكن أن ندخل إلى منطقة التحديث بالقطع مع أسس هويّتنا الفنيّة التي تميّزنا على بقيّة الأمم  ؟

..

الفئة: مقالات هيئة التحرير | أضاف: alain (17.07.2011) | الكاتب: فوزي الديماسي E W
مشاهده: 2358 | الترتيب: 0.0/0
مجموع المقالات: 0
إضافة تعليق يستطيع فقط المستخدمون المسجلون
[ التسجيل | دخول ]

Copyright MyCorp © 2024