طريقة الدخول

بحث

تصويتنا

تقييمك لمحتوى صحيفتنا
مجموع الردود: 5

دردشة-مصغرة

200

إحصائية


المتواجدون الآن: 1
زوار: 1
مستخدمين: 0

بحث





الثلاثاء, 23.04.2024, 2:21 PM
أهلاً بك ضيف | RSS
الرئيسية | التسجيل | دخول
المقالات


الرئيسية » مقالات » مقالات هيئة التحرير

تبا لنا جميعا،... فلنستفق!!! سيفوتنا القطار

 من نحن؟

نحن أهل السياسة، نجوم القاعات و الصالونات، بارعون في إضاعة الفرص، بارعون في الشكوى و التظلم، بارعون في جرد أخطاء الغير و عيوبهم، بارعون في التفتت و التحلل و الصراع فيما بيننا لأهون الأسباب، بارعون في الانقسام و الإنشطار و الإنشقاق و التجزء،... ما شاء الله ! و كم نحن بارعون في الفشل !!!... بارعون،... نكرر نفس الأخطاء لنفشل من جديد، فشلنا هو غايتنا، بدون وعي منا، نقول ما لا نفعل و نعمل عكس ما نقول، ما فهمنا شعبنا ولا نحن فهمناه، نعيش في برجنا العاجي منعزلين، مغتربين، خارج سياق التاريخ...

يا أهل السياسة أفيقوا !!! سيفوتنا القطار...

كفانا سفسطة و مهاترات و صراعات ولنرجئ حديث الفرخ و البيضة ولنلتفت لما هو أجل و أعظم.

على طاولتنا أحلام التحرر و هموم شعبنا و حقوقه المهضومة، هويتنا و كياننا المستهدف... و لكننا غرقنا في لعبة السياسة التي استهلكت منا الجهد و التفكير و الوقت الثمين و زادت في توسيع الهوة بيننا و بين شعبنا و ما خدمت رهاناتنا الوطنية...

لقد جائتنا فرصة ثمينة لدخول التاريخ من بابه الواسع، وهي فرصة لنثبت وجودنا بين شعوب العالم، بعد أنا كنا نكرات نعيش خارج التاريخ... فهل نترك فرصتنا تضيع من أيدينا؟ هل نكون أوفياء لدأبنا في إضاعة الفرص و من ثمة البكاء على الأطلال؟

إذا أردنا المحافظة على حظوظنا في النجاح و استثمار هاته الفرصة التاريخية... فعلينا أن نعي رهاناتها و ندرك حجم المسؤولية التي نحملها على عاتقنا و نجعل أنفسنا في مستوى الرهانات و في حجم المسؤولية.

لأول مرة في تاريخنا نؤسس دولة وفق إرادتنا، إرادتنا جميعا كتونسيين، دون وصاية أو إسقاط، ذاك هو المراد و المطلوب و المأمول و ما علينا فعله... أن نؤسس دولة حديثة لنا جميعا. دولة تجمعنا على اختلاف توجهاتنا و عقائدنا و معتقداتنا وانتماءاتنا السياسية... نريد دولة لا تقصي أحدا ما لم يقصه جرمه، دولة لكل التونسيين. و لن يتحقق هذا الأمر إلا إذا أنجزناه مجتمعين، معا، على كلمة واحدة و هدف واحدة و رؤية مشتركة...

نحن بحاجة للتوافق و هو شرط أساسي للنجاح في كسب رهانات المرحلة، بدونه لن نتقدم خطوة واحدة و لن نحقق شيئا، سوى فشلنا المعتاد.

و يخطئ من يضن أن في وسعه تحقيق مكسب ذاتي إضافي على حساب الآخرين، يخطأ أصحاب الطموحات الشخصية و الفئوية المتسرعة، اجل يخطأون، لأن حساباتهم منقوصة و لقد أعماهم بريق الشهرة و المجد الذاتي والغرور عن رؤية الصورة كاملة. فغابت عنهم حقائق كثيرة و ما هذا بغريب عنهم ولا هو بجديد. و قبل أن يعودوا للوقوف و النحيب على الأطلال، أقول لهم، مهلا يا سادة، فإن عالمكم الوردي لا وجود له سوى في خيالكم و أحلامكم و لن يتحقق أي طموح شخصي فئوي طالما لم تتحقق الطموحات الوطنية. و ليس هذا وقت التفكير في الذات. صحيح أن الطموح مشروع مادام يرتكز على أسس أخلاقية، ولكننا نعمل الآن على مشروع وطني و الحسابات المرتبطة بالمصالح الفئوية الضيقة تعيق تقدمنا و تضر بمشروعنا و تساهم في إفساد أرضية التوافق و تعميق أزمة الثقة بين الفرقاء.

لن يتقدم أحدنا خطوة واحدة بمفرده، في هذه المرحلة تحديدا... فلنضع حدا لهذا الضجيج و هاته الضوضاء الذان يشوشان على عملنا الوطني المشترك و لنوقف الصراعات و الحروب الإعلامية التي لا تخدم أي طرف و تعيق تقدمنا في مسارنا الإنتقالي.

فالصراعات الثنائية، تعود بالضرر على الجميع دون استثناء و غلبة نزعة الأنا تساهم في تأجيجها.

ما يثير السخرية من واقعنا، أننا كنا أكثر قربا و تضامنا فيما بيننا تحت حكم بن علي، و فور رحيله انفرطت العقود و طفت على السطح ترسبات من الماضي السحيق، برزت التناقضات الفكرية العقائدية و الأيديولوجية و السياسية و برزت مشاعر الحقد و الكراهية و رفضنا للأخر الذي كنا نحتضنه في الماضي القريب بغض النظر عن اختلافه و تمايزه.

أسباب كثيرة جعلت كل هاته المشاعر السلبية و هذه التناقضات تبرز من جديد، لعل منها طموحاتنا الذاتية و أزمة الثقة التي تجلت من خلال اتهامات بالركوب على الثورة و الارتباط بالمصالح الأجنبية و التحالف مع النظام إلخ...

مهما كانت اختلافاتنا، فنحن قبل كل شيء تونسيون، يجمعنا إطار وطني و نحن مجبرون على التعايش سويا و مجبرون على العمل سويا دون إقصاء أو تهميش، فما عاد ينفع هذا السلوك...، فلنقف ولنتأمل هنيهة ولنراجع خياراتنا و توجهاتنا و سياساتنا، ولنضع نصب أعيننا أننا جميعا بحاجة إلى التوافق، علينا جميعا أن نبحث عن التوافق و أن نتنازل قليلا، كل من موقعه حتى نلتقي من جديد على أرضية مشتركة تجمعنا معا...

حركة النهضة تتحفض على القانون الإنتخابي، الذي تعتبره ظالما للحركة و لن يعكس حقيقة وزنها الشعبي،...أخاطبهم بالقول: قد أشاطركم الرأي لو كانت إنتخابات نيابية عادية، و لكن ما نحن بصدده انتخابات مجلس سيؤسس جمهورية ثانية، و هذا أمر مختلف تماما، حتى لو ضمنتم أصوات الغالبية العظمى من التونسيين، فهل يعقل أن تأسسوا الدولة بمفردكم؟ من سيقبل بهذا؟ ما نحن بصدده أفرزه حراك شعبي لا فضل فيه لطرف دون أخر و معلوم أن حراك شعبنا لم يكن بدفع من الأحزاب أو تحت قيادتها، وليس من حق أحد، أن يضع أسس هاته الدولة و أن يبني أركانها بمفرده، على مقاسه و وفق قناعاته الذاتية و خلفياته العقائدية التي لا تلزم غيره. ثم أن اليسار يعيب على النهضة و حلفائها توظيف العامل الديني لكسب التعاطف و الدعم الشعبي، و صحيح أنكم تستفيدون من المساجد و دور العبادة و قد عاينت هذا و هو ليس بخاف على أحد، بمعنى  أن العاطفة الدينية هي المصدر الأساسي لهاته الشعبية المفترضة و استخدام الدين الذي هو ملك لجميع التونسيين، حتى غير المؤمنين، باعتبار أنه يمثل جزءا من الشخصية الوطنية و من هوية شعبنا التي نعتز بها جميعا. و لها أعتقد أن قانون إنتخابيا يفرز تعددا و شراكة في عملية التأسيس و البناء هو ما نحن بحاجة له حقا و لا مببر لمنطق الأنا، فلا أحد سيقبل باحتكار التأسيس من قبل أي طرف و تحت أي مسمى و مهما كانت المبررات...ولا فائدة من مكابرة الآن فلنكن واقعيين و ولنتشارك سوية في رسم ملامح مستقبلنا.

بعض قوى اليسار لا تزال تعيش حالة الاغتراب عن وسطها و مجتمعها و بدل أن تسعى لمعالجة موطن الخلل و القصور في سياساتها و توجهاتها، خيرت اللجوء للأساليب التآمرية الملتوية لتحقيق مكاسب لن تستطيع تحقيقها بالوسائل الديمقراطية حسب تقديرها لحقيقة وزنها الشعبي. إن هذا التلاعب بأدوات الانتقال الديمقراطي و محاولة توظيفها خدمة لطرف دون الأخر، لم يكن ليمر بسلام و قد جوبها بالاحتجاج تارة و بالانسحاب تارة أخرى و هذا الأسلوب يهدد مستقبل العملية الانتقالية برمتها...

إن التوافق هو مفتاح نجاحنا في هذه المرحلة، فلنضعه نصب أعيننا ولنجلس سويا و نتحاور بروح وطنية جامعة و وعي بقيمة الرهانات و جسامة المسؤولية، لكي لا نصير مضحكة الشعوب و مسخرة التاريخ

الفئة: مقالات هيئة التحرير | أضاف: alain (09.07.2011) | الكاتب: هشام سليني E W
مشاهده: 1977 | الترتيب: 0.0/0
مجموع المقالات: 0
إضافة تعليق يستطيع فقط المستخدمون المسجلون
[ التسجيل | دخول ]

Copyright MyCorp © 2024